الأربعاء، 15 سبتمبر 2010

خبراء: البنك المركزي ورجال الأعمال السبب في استمرار انخفاض الجنيه أمام الدولار

أرجع خبراء مصرفيون ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري والذي بلغ نحو «569 قرشاً للشراء و572 قرشاً للبيع» في الأسابيع الأخيرة إلي عدة أسباب منها تدخل البنك المركزي لشرائه من السوق لرفع قيمة الاحتياطي النقدي لديه، بالإضافة إلي الإقبال المتزايد من قبل المستوردين الذين سارعوا بفتح اعتمادات مستندية بالبنوك لاستيراد سلع رمضان، وكذلك الاستجابة لمطالب رجال الأعمال من المصدرين الذين يطالبون منذ فترة طويلة بضرورة تخفيض قيمة الجنيه أمام الدولار لإعطاء منتجاتهم التي يصدرونها ميزة تنافسية تتمثل في انخفاض ثمنها أمام السلع الأجنبية، بالإضافة إلي تحول المستثمرين في سوق الصرف إلي الاستثمار في السندات الدولارية بدلاً من السندات بالجنيه المصري.

وأبدي الخبراء تخوفهم من هذا الانخفاض المستمر في سعر صرف الجنيه أمام الدولار منذ قرابة الشهرين، لأنه سيرفع تكلفة واردات المواد الغذائية الرئيسية، خاصة القمح مما يؤدي إلي رفع معدلات التضخم بشكل كبير.

وقالت الخبيرة المصرفية سلوي العنتري ـ رئيس قسم البحوث بالبنك الأهلي المصري سابقاً ـ إن انخفاض سعر صرف الجنيه أمام الدولار يرجع إلي أن البنك المركزي يريد رفع الاحتياطي لديه من العملات الأجنبية، خاصة الدولار تحسباً لأي أزمات اقتصادية قد تحدث في المستقبل القريب، والدليل علي ذلك ارتفاع الاحتياطي النقدي لدي البنك المركزي في الأشهر الأخيرة وبلوغه نحو 35 مليار دولار بعد انخفاضه إلي 4،31 مليار منذ عدة أشهر.

وأوضحت العنتري أن ميزان المدفوعات المصري في الأشهر الأخيرة حقق فائضاً واضحاً، وهو ما يعني أن العكس هو الذي كان ينبغي أن يحدث بمعني أن ينخفض الدولار أمام الجنيه وليس العكس، بالإضافة إلي الاستجابة لمطالب رجال الأعمال والذين يطالبون منذ فترة طويلة بضرورة تخفيض قيمة الجنيه أمام الدولار لإكساب منتجاتهم التي يصدرونها للخارج ميزة تنافسية تتمثل في انخفاض ثمنها أمام السلع الأجنبية الأخري لتعويض خسائرهم التي تعرضوا لها خلال الأزمة المالية.

شريف دلاور ـ الخبير الاقتصادي ـ أرجع ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه إلي أن الدولار يمر بفترات موسمية يرتفع فيها سعره، وهو ما يحدث الآن، وقال إن مجيء رمضان في شهر أغسطس وانخفاض عدد السائحين كذلك تحويلات المصريين من الخارج أدي إلي تلك الظاهرة. من جانبه اعتبر «أحمد قورة» ـ رئيس البنك الوطني الأسبق ـ أن ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري نتيجة طبيعية لزيادة طلب المستوردين والمستثمرين الأجانب علي العملة الأمريكية، مما أدي إلي حدوث قفزة في سعر الدولار أمام الجنيه بزيادة قدرها 40 قرشاً بعدما ارتفع سعر صرف الدولار إلي نحو 571 قرشاً.

وأضاف «قورة» أن مسارعة المستوردين لفتح اعتمادات مستندية بالبنوك لاستيراد سلع شهر رمضان أدي بشكل ملحوظ إلي ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه.

أما سلامة فايز ـ الخبير المصرفي ـ فقد حذر من استمرار انخفاض الجنيه أمام الدولار لأن ذلك سوف يؤدي بالضرورة إلي رفع تكلفة الواردات المصرية، خاصة المواد الغذائية الرئيسية، مما يؤدي بالتبعية إلي رفع معدل التضخم بشكل واضح في الفترة القليلة المقبلة.


المصدر
جريدة الدستور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق